Read my blog in your own language

EnglishFrenchGermanSpainItalianDutchRussianPortugueseArabic

صيف الأمان فى الحياة الزوجية

الأحد، مارس 31، 2013
أرجو ان يعجبكم الموضوع ويكون مفيد لكم ....والرد عليه ولو بكلمة شكراً إذا أضاف لكم جديد وتذكروا من لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى....ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان....أختكم فى الله أم أسوة


 


صيف الأمان فى الحياة الزوجية


بقلم /على الديناري

في مقال سابق اتفقنا على أن الزوج البصير يبذر بذور الأمان في قلب رفيقة العمر وشريكة الحياة منذ أول يوم.. وأوضحنا كيف؟.. ولكن يظل هذا الاتفاق نظريا إلى أن تأتى المواقف والمواسم المختلفة فتمتحن الزوجين بدقة فيما قالته الألسن في السعة وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.. ثم عشنا مع الأسرة فصول ومواسم الحياة الزوجية ورأينا كيف ستستفيد من كل فصل وموسم في تعميق الإحساس بالأمان وبالتالي استقرار نفسية الزوجين وتلقائيا استقرار الأسرة.

قلنا أن ربيع الحياة الزوجية: هو حالة الصفاء والقرب والحب.. وسنستفيد منها حيث ستصبح مناخا ً شائعا ً في البيت فتساعدنا على الاجتماع على بعض العبادات وطلب العلم والأعمال الصالحة التي تؤلف بين القلوب والأرواح.

أما الخريف: فهو أيام الفراق التي لابد منها ومهمته أن يساقط الغرور والكبرياء وكل الأوراق الفاسدة.. كما يهيئ كلا منا لمراجعة نفسه وطريقته في معاملة رفيقه.

وأما الشتاء: فهو الظرف الصعب الذي يحتاج فيها كل منا للدفء العاطفي والمساندة العملية كأن تمرض الزوجة.. ومهمة هذا الشتاء أن يخرج منه الزوجان أكثر قربا ً والتصاقا ً فتصبح الحياة أكثر دفئا ً بعد أن اكتشف كل منهما في الآخر جوانب جديدة من شخصيته تؤكد حبه واستعداده للتضحية.

والآن جاء الدور على الصيف: فهو أيام الخلافات والمشاكل والأزمات عافانا الله منها وهذه الأزمات لم تنج منها أسرة حتى بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم).. وعندما ندرس سويا ً حديث الإفك نستخلص منه موقف كل من الزوج والزوجة في الخروج من الأزمة بسلام.

إن الفرق إذن بين الأسرتين المؤمنة وغيرها ليس هو عدم حدوث أزمات أو خلافات.. وإنما في نوع المشاكل وفى الطريقة التي تتعامل بها الأسرة مع المشكلة إلى أن تنتهي منها

حدود ضابطة في التعامل مع المشاكل الزوجية:

إن الإسلام أقام حدودا ً قوية وأمرنا أن لا نتعداها هذه الحدود ومن شأنها أن تجعل المشكلة مهما كبرت فهي تعالج داخل هذه الحدود.. وبذلك يزداد الأمل في لملمة المشكلة وآثارها وعدم إحداث آثار جانبية وفروع ومشكلات جديدة نشأت من أسلوب الحل.. أو من طريقة تعاملنا نحن مع المشكلة التي ربما قفزت علينا من خارج الأسرة ولا دخل لأحدنا فيها مثل حادث الإفك.

إن خطورة المشكلة أنها تخرج الإنسان عن طوره وتفقده اتزانه وتربكه بحيث لا يعرف ما هو التصرف الصحيح.. وتأتى هذه الحدود المنزلة من عند الله تهدينا وترشدنا ونحن نتصرف أثناء المشكلة وتضع خطوطا ً حمراء تحت جملة من التصرفات المرفوضة التي لا يصح أن نفكر فيها كما تعطى للمؤمن البدائل التي يمكن أن يسير فيها.

ومن هذه الحدود :

1. (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) فالتحاكم لله ورسوله وليس للهوى فهو يهوى بالأسرة.. ولا للنفوس فهي أمارة بالسوء.. ولا لأي شيء غير الله ورسوله.. وإذا ظهر حكم الله ورسوله فالخير والتوفيق في الخضوع له (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً).

2. الخيارات والبدائل أمام المظلوم واضحة وهى ثلاث خيارات (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يظلمون الناس زيبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم* وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).

أ‌- إما العدل واستيفاء الحق بمثله بلا زيادة.

ب‌- وإما العفو ومحوا الخصومة من القلب كأن لم تكن.

ت‌- وإما الصبر والتحمل انتظارا للفصل يوم الفصل والحساب. 

3. الظلم ليس من هذه البدائل بل هو محظور محرم (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) (الظلم ظلمات يوم القيامة) وحدوث الظلم في الأسرة مدمر خطير يقتلع غرس الأمان  الذي سبق غرسه في الماضي من جذوره.. ويدق في قلب المظلوم أجراس القلق على المستقبل فينذر بتجدد المشاكل.

4. الحقوق كافة لا يسقطها الغضب ولا الرضي؛ حقوق الزوجية وكذا حقوق الإخوة في الدين فهي حقوق لله قبل أن تكون حقوقا للبشر؛ وأداء هذه الحقوق رغم الخلاف هو من أكبر علاما ت التقوى والعدل (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) وأداء هذه الحقوق هو من أرقى وأسمى المعاملات الإنسانية.. وهو في الوقت نفسه جسر وخيط حرص الشرع على أن يظل ممدودا بين الطرفين تعبر عليه فرص الحلول.

وخذ أمثلة على ذلك أبسط الحقوق عندما يختلف الزوجان ثم يخرج الزوج للصلاة مثلا ثم يعود فيلقى السلام فهذا السلام يغلق صفحة ويفتح صفحة جديدة.. وتبلغ رسالة مفادها أنه مازال بيننا نوع وفاق ما.. وعندما يعطس أحدهما فيشمته الآخر أو يمرض فيرعاه زوجه رغم الخلاف فهذه رسائل تفتح الباب للصلح.. فما بالك بالحقوق العظيمة كنفقة الزوجة مثلا أيام الخصام. 

5. كل البدائل التي يزينها الشيطان للطرفين مرفوضة موصوفة في الإسلام بأبشع الأوصاف التي ينفر منها المؤمن ويتقيها وأكثرها من صفات المنافق الذي (إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر وإذا ائتمن خان).

أما الطعن واللعن والسب والشتم والفحش والبذاءة فليست من صفات المؤمن.

وأما الافتراء فهو من الكبائر ومن الكبائر أن يسب الإنسان بوالديه وأن يفشى سره فالسر أمانة.. وأن يفترى عليه فيتهمه بما لم يفعل أو يصفه بما ليس فيه.

6. حسن الظن واجب يجب على المؤمن تحريه وهو حق للمسلم الذي ظاهره الصلاح.. وسوء الظن محرم فيحرم علي المسلم أن يتوقع جازما ـ بغير دليل ـ أن مسلما قد فعل كذا مما لا يفعله في العادة.

7. للبيت قيادة واحدة هي الزوج وطاعته واجبة؛ هذا حد يحفظ الأسرة مــن التفكك.. وفهم هذا المبدأ العظيم يريح الزوجة ويزيل أسباب القلق الناتجة عن سوء الفهم.. كما أن على الزوجة أن تطوع نفسها لذلك الحكم الرباني بلا تكبر.

وعلى الزوج أن يتفهم معنى المسؤولية والقيادة التي يقصدها الشرع.. فالقيادة لا تعنى استحقاق الطاعة فقط بل تعنى أن رب الأسرة هو الربـــان الذي يجب عليه الإنفاق ولا يجب على زوجته منه شيء، كما تجب عليـــــه رعاية الأسرة والأخذ بيدها إلى النجاة وإخراجها من الأزمة حتى لو كانـت نزاعا بينهم.. وهو طرف في هذا النزاع فعليه أن يتصرف كرب أسرة يبحث عن مخرج لها من هذه العاصفة لا عن حقوقه وحدها.

كما أن المسؤولية تعنى أن الزوج جامع لزمام الأمور بيده ممسك بها موجه لدفة الأسرة ودفة المشكلة، وهو الذي يجتهد في الوصول إلى المخرج ولا يكل الدفة للمرأة ولا للأبناء يميلون مع الريح ويعرضون سفينة الأسرة للخطر؛ بل الزوج الحاسم الحازم هو الذي يحدد مسار الحل بالعدل والحكمة ويوجه الأسرة إليه حتى تنتهي الأزمة.

إن المرأة كثيرا ما تتخبط تحت تأثير عاطفتها ومحاولتها للدفاع عن نفسها..وتحت تأثير التخوف من الذئب المفترس وهو الرجل الذي في خيالها سواء كان زوجها من هذا النوع أم لا حتى يثبت لها عكس ذلك.

فإذا لم يكن الزوج بصيرا مدركا لطبائع النساء عامة.. وطبيعة زوجته خاصة قادرا على تحديد مكمن المشكلة وعقدتها فإن سلوك الزوجة يمكن أن يطيح بالأسرة تقول الزوجة: "طلقني" وتصر على الطلاق فإن لم يطلقها استفزته وربما أهانته!!، وإن  طلقها بكت حظها ولامته!! وهى لا تريد هذا ولا ذاك!! وربما لا تعرف ما الذي تريد؟؟! والزوج الفطن هو الذي يعرف ـ إن كان قد خبر زوجته ـ وهو الذي بحكمته وحسمه وحزمه ومسؤوليته.. وكذا بتقواه يتوجه بالأسرة في الاتجاه السليم حتى ينجيها من العاصفة اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا وجعل لنا فرقانا واجعلنا من الراشدين.   

8. الشورى في أمور الأسرة بالذات حق للزوجة.. وهناك فرق بين الشورى وفرض الرأي.. فليس من حقها فرض رأيها وإلا لم يكن لطاعة الزوج معنى.

9. للطاعة حدود لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا فيما لا يقدر عليه.

10. (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فعلى كل طرف أن يترك خطا للرجعة وأن يفترض عودة الأمور لمجاريها فأين سيذهب بوجهه من صاحبه لذا قالوا: (أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما).

11. هذا ما تذكرته من ضوابط  حاكمة  مضيئة تنير لنا الطريق ونحن نتعامل مع المشكلة فنكون أقرب إلى الحل السليم ؛ والالتزام بها يجعل التوفيق إلى الحل قريبا إلينا (إن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً) (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) إن الالتزام بهذه الحدود الشرعية يجعل الأزمة بعد مرورها في صالح الأسرة.. ولا تزيد الزوجة إلا إحساسا بالأمان في ظل شجرة الزوجية. 

12. إن الأزمة ستمر بإذن الله (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) أي نهاية لكن سيبقى انطباع لدى كل من الزوجين عن شخصية الآخر.. وغالبا ما يحرص كل منهما على أن يوصل رسالة قوية عبر ظروف الأزمة مفادها أنه "ليس سهلا يؤكل!" ولا مانع من هذه الرسالة إلا أنها يجب أن تكون بحق وليس بباطل؛ فلا يجوز شرعا التهديد بارتكاب مالا يجوز كالحرمان من الأبناء، أو حرق البيت بما فيه، أو التزويرفى الأوراق ،وأكل الحقوق أو غير ذلك.

وإضافة إلى عدم جواز ذلك فهو يبقى جمرة في النفوس يعكر عليها الصفاء كلما تذكرته.. ولا يزال الزوج يتذكرها كلما قال له زوجه: "أحبك" !! والالتزام بهذه الحدود الشرعية سيوصل رسالة في نفس الوقت مفادها أنني لست ظالما ولا جبارا ً.. وإن كنت أختلف تماما في حالة غضبى عن حالة رضاي فأنا حاسم وحازم والمرأة السوية تحب الرجل الحازم وتشعر بالأمان في ظل الرجل الحاسم.

لذا أريد أن أقول للرجل بالذات لا تلقى بثقلك كله في هذه الأزمة ولا تعتبرها هي أم المعارك وضراع الكون ولاتكن مستعدا لخسارة كل شيء دفعة واحدة بدون سبب أو لسبب لا يستحق.

إننا هنا لا نتحدث بصورة وردية أو نظرية مثالية.. وإنما نذكر بما نناقشه وهو أن يمر صيف الأزمة بغير تدمير للأمان في نفس الزوجة.. كما في سلوك أهل الدنيا والهوى.  بل قد تخرج منها الزوجة أكثر إحساسا بالأمان.

وبعــــــــد

فهذا ما استطعت الآن إعداده من عوامل تساعد في غرس الأمان في حياتنا الزوجية نبادر به قبل أن يبدأ الأمان في التسرب هربا من قلب الزوجة.

والزوج المقتدى بالرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الذي يدرس من قبل الزواج وينظر: كيف سيستقبل في بيته الملائكة قبل أن تحط فيه الشياطين؟

كيف سيبنى عشا يغرد فيه عصفوره الوافد وإلفه الواعد؟

وكيف وبأي قدر سيعمره من الود، والرحمة، والوجد، والرأفة، والحب، واللطف، والعطف، والقرب، والظرف،  والحنان، والإكرام ، والإحسان والفضل، والمعروف،  والأمان،  والأنس،  والسكينة، والاطمئنان وكذا الحسم؟

عليه أن يغرس من أول يوم كل ما سبق.. ويهتم بتجهيز عشه لتغرد البلابل مع صاحبه السعيد في بيته.. ولا يتركه خاويا فتنعق فيه الغربان.

اللهم إني أتوسل إليك أن تصلح لي بيتي وذريتي وكل من قال آمين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
Flag Counter

متابعينا الكرام...مرحباً بكم

عدد مرات مشاهدة الصفحة ..