أسباب خفية للمشكلات الزوجية

أرجو ان يعجبكم الموضوع ويكون مفيد لكم ....والرد عليه ولو بكلمة شكراً إذا أضاف لكم جديد وتذكروا من لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى....ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان....أختكم فى الله أم أسوة

 

 

أسباب خفية للمشكلات الزوجية
الجزء الأول

بقلم / علي الديناري

ساعة تأمل.. وضع الزوج بعدها يده علي السبب الرئيسي للعواصف التي تهيجها زوجته كل حين.

كان الزوج قد أرهقته المشاكل فجلس مع نفسه يتذكر تاريخ كل مشكلة وما حدث فيها، وفي لمحة خاطفة اهتدي إلي وجود رابط وعامل مشترك يربط بين المشاكل كلها.

إن أول عاصفة أقامتها الزوجة كانت من أجل بعض الكماليات في المطبخ.. رغم أن أدوات المطبخ لا تزال جيدة.. فلم يمض علي زواجهما إلا سنة واحدة ولشدة العاصفة التي عاش فيها الزوج اضطر للتخلي عن دوره في العمل الخيري في المسجد.. والتحق بعمل ثان حتى يتمكن من توفير طلبات الزوجة .. وقد كان بالفعل أن وفر لها ما تريد.. فتوقفت حملاتها وعاش معها حالة من السرور والرضي وعاد إلي دوره في المسجد مغتبطا ً .

ولكن هذه السعادة ما كان لها أن تدوم فقد بدأت الزوجة دورة جديدة من المشاكل من أجل طلبات جديدة.. وما أكثر ما بكت الزوجة وندبت حظها المتعثر.. فلا هي مثل فلانة التي عندها وعندها ولا مثل علانة.. وظن الزوج أن دوامة المشاكل ستنتهي بالحل المعروف.. فبالفعل تخلي عن دوره في المسجد مرة أخري والتحق بعمل ثان .. وتكررت الدورة إلي أن وفر المطلوب ليعيش في سعادة..

ولكن ما لبثت زوجته أن حاولت إعادة الكرة من جديد ولكنها تريد هذه المرة طلبا لم يكن في الحسبان ولا في الخيال ..  ولن يكفيه أن يعمل عملا ً آخر الا لمدة تطول مدي العمر كله..

عندئذ استغرب الزوج فقد كانت زوجته سعيدة بأوضاعه أول الزواج أو هكذا كانت تبدي له دائما ً بامتنان.. إذا في الأمر سر..

وبعد فترة من التأمل أكتشف الزوج أن كل عاصفة كانت تبدأ بعد عودة الزوجة مباشرة من زيارة أمها. عندئذ قرر أن يغير طريقته في حل المشكلة.. لقد قرر أن يحتضن زوجته إلي درجة تفضفض فيها بحقيقة ما تريد.. وبالفعل في ساعة صفاء أقرت له الزوجة أن أمها تلقنها تجربتها في الحياة وأن خلاصة هذه التجربة هي المثل الشعبي القائل:

"إنتفي ريشه وإلا يلوف علي غيرك "

بمعني أن تستنزف ماله باستمرار حتى لا يدخر مالا ً فيميل إلي الزواج من غيرها.. وهنا انتبه الزوج إلي عامل هام في المشاكل الزوجية وهو مفاهيم الزوجة.. ومن أين تستمد الزوجة مفاهيمها عن الحياة الزوجية وعن الحياة عامة ؟!

من الدين وأحكامه وتعاليمه ومبادئه ؟

أم من الأمثال الشعبية.. والتجارب الشخصية التي تصيب وتخطيء ولا يصح تعميمها علي كل الحالات ؟!

إن كثيرا ً من المفاهيم الغير إسلامية بالمرة ترثها الزوجة من تجارب أمها وحكايات جدتها وأفكار صديقاتها.. ولذا من الضروري أن يتم الحوار للتعرف علي مفاهيم الزوجة ..

ويلعب الجهل بالدين وأحكامه هنا دورا ً رئيسيا ً في فساد المفاهيم.. ولذلك أنصح كل عروسين بتعلم أحكام الزواج وفقهه وآدابه.. وما أجمل أن يجتمع العروسان ابتداء من بعد العقد علي قراءة الكتب الهامة عن الزواج وأحكامه وآدابه مثل كتاب تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد أو غيره من الكتب .. وكذلك  سماع شرائط المحاضرات المفيدة عن الحياة الزوجية .

إن مهمة الزوج أن يبني مع الزوجة أفكارها وتصوراتها السليمة قبل أن يفاجأ بالمشاكل الناتجة عن الأفكار الخاطئة .

 

تابع الجزء الثانى