Read my blog in your own language

EnglishFrenchGermanSpainItalianDutchRussianPortugueseArabic

سوء العلاقة بين الإبن والأب

الخميس، أبريل 04، 2013
أرجو ان يعجبكم الموضوع ويكون مفيد لكم ....والرد عليه ولو بكلمة شكراً إذا أضاف لكم جديد وتذكروا من لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى....ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان....أختكم فى الله أم أسوة



مشكلات الأسرة المسلمة
سوء العلاقة بين الإبن والأب


بقلم /على الدينارى

 من المشكلات التى تؤرق الأسرة سوء العلاقة بين الابن والأب وما يترتب على ذلك من توترات مستمرة فى البيت ولذا نتناول هذه الظاهرة من حيث الأسباب والحلول
أولا :أسباب هذه الظاهرة
غالبا ماتظهر هذه المشكلة فى مرحلة البلوغ حيث تبدأ تغيرات جديدة على شخصية وسلوك الابن تؤدى فى مجملها إلى التمرد على القيود التى تضعها الأسرة بل وعلى قيود المجتمع التى تتمثل فى قيمه وعاداته وتقاليده ومن هذه التغيرات
ـ شعور الابن بأنه قد كبر ولم يعد صغيرا يتلقن كل شىء ويقلد كل شىء ولكنه يرى الأسرة والمجتمع لاتعترف له بهذا التغير ولذا يحاول إثبات وجوده ككبير شاب بوسائل مختلفة منها مخالفة الأوامر والتمرد على التوجيهات .
ـ شعور الابن بأن تفكيره قد اتسع عن ذى قبل وأصبح يدرك أمورا لم يكن يدركها من أحوال الأسرة والمجتمع وبالتالى ينظر إلى من سبقوه كأنهم لايدركون ما أدركه ولو كان الأمر بيده لأصلح الأحوال وغير الطرق التى تسير عليها الأسرة وغالبا ما يشعر أن لديه نوعا من العبقرية ولكن من حوله لايعطونه الفرصة ولايعترفون بعبقريته
ـ يحاول أن يكتسب احترام الكبار وفى نفس الوقت يحتفظ براحة الطفولة وعدم تحملها للمسؤلية ولذا فهو متقلب يعيش أحوالا متقلبة بين الهروب من المسؤلية وبين إثبات الوجود
ـ هذه المرحلة هى مرحلة الصداقة الحميمة والوفاء لها كما أنها مرحلة تفتح الميل للجنس الآخر ولذا فإن الابن يسمع ويتلقى من أصدقائه ويطيعهم أكثر من والديه
ـ يعيش لنفسه فى هذه المرحلة فهو حر مع أصدقائه يقضى معهم أطول فترة ممكنة ولايريد أن يتحمل شيئا من مسؤليات الأسرة ويريد من ألاسرة أن ترعى وتمول مطالبه هو وأصدقاءه الذين يحبهم ويحب أن يظهر أمامهم كرجل حر مستقل وله كلمة فى البيت
ـ عندما لاتوافقه الأسرة على ذلك وتقف عائقا أمام هذا المطلب الحيوى فى هذه المرحلة تتعكر العلاقة بينهم وخصوصا مع الأب المسيطر من وجهة نظره على كل شىء
ـ مما سبق تصبح شخصية الأب من وجهة نظر الابن هى :
رجل متسلط بخيل مسيطر من جيل قديم يتبع نقاليد قديمة متخلفة هو وجيله كلهم
هذا غالبا وتزيد نسبة هذه التغيرات لدى بعض الأبناء أوتقل لكنها غالبا موجودة بنسبة ما بين أبناء هذه المرحلة من العمر
السبب الثانى لسوء العلاقة الذى قد يصل إلى حد الكراهيةهو:
قسوة الأب وغلظته على أبنائه وشدة العقوبات التى يعاقبهم بها وعدم مراعاته لضوابط العقوبة عموما بحيث لايشعر الأبناء بحب أبيهم لهم
السبب الثالث : إهانة الأب للابن بأى نوع من الإهانة سواء بالضرب أو الشتم أو الاتهام وعدم التقدير كما نسمع من كثير من الآباء أنت فاشل أنت لن تنفع أبدا
ـ سوء معاملة الأب للأم وإهانتها أمام أبنائها يستعدى الأبناء على أبيهم الذى يرون أنه باغ وظالم لأمهم الضعيفة
ـ التقتير على الأبناء لدرجة الحرمان والوقوع فى أزمات ومشكلات مالية وإحراجات نفسية رغم سعة أبيهم المادية التى يراها الأبناء تسمح بحل مشكلاتهم
ـ أنانية الأب وإستئثاره بنفسه على أبنائه ومراعاته لمصلحته هو وحده وإهماله لمصالحهم فهو يهتم بنفسه وشهواته وملذاته وسهراته والانفاق على أصحابه أو أقاربه بينما هم يعانون
ـ إعتمداد الأ ب على أسلوب التوبيخ والتأنيب المستمر والتعليق على السيئات مع عدم الشكر على الحسنة أو حتى الاعتراف بها فالأبن هنا يشعر ان الأب يرى سيئاته ولا يرى حسناته وبالتالى هو غير مقبول لدى والده بل مكروه منه بينما هو محبوب لدى آخرين يقدرون حسناته
ـ عدم وجود حديث وصحبة وحوار بين الأب والابن
إما لأن الأب لايحسن الحوار مع ابنه !
وإما لأنه لايقدر أهمية الحوار فى التربية !
أو لأنه يرى أبناءه أفل من مستوى الحوارمعه !
أو لأنه يعتقد أن الحوار ليس من حق الأبناء بل عليهم السمع والطاعة دون حوار ومناقشة ( تربية عسكرية ) خصوصا إذا كان الأب متاثرا بوظيفته كمديرسىء مثلا يأمر فيطاع أو كعالم أوموجه اعتاد التوجيه فقط !
أو لأ نه مشغول دائما وليس لديه وقت يقضيه مع الأسرة فى جو جميل ومرح بحيث يرى الأبناء والدهم فى حالة أبوية حانية ودودة باسمة قريبة منهم أو يرون مواهبه المتعددة واهتماماته المختلفة الجديرة بالاحترام والحب !
فهم لايرون الأب إلا آمرا ناهيا غاضبا متسلطا بالتوجيهات التى لايقدرونها ولايعتقدون أهميتها
ـ عدم شعور الابن بحب الأب له وعدم سريان هذا الحب من القلب إلى القلب ربما ن الأب يعتقد أن الابن يشعر بهذا الحب من خلال تلبية طلباته وكثيرا ما يبرهن الب على حبه لابه بعدد المطالب المادية التى لباها بينما الابن يقول إنه لايبحث عن هذه المطالب وإنما عن شىء آخر هو حنان البوة وعاطفتها وحبها واهتمامها الفطرى
وربما لأن الأب لايحسن التعبير عن الحب بكلمة حب جميلة أو هدية خاصة أو صحبة فى مشوار أو رسالة أو غير ذلك
ـ التفريق بين الأبناء فى المعاملة وهذا من أكبر أسباب تدمير العلاقة بين الابن وأبيه للأبد وعندما نرى ونسمع التجارب الواقعية فى هذا السبب ندرك لماذا شدد الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم فى النهى عن التفضيل بين الأبناء فى المعاملة
ـ تسبب الأب فى وقوع الأسرة فى مشكلة أو مشكلات عويصة يتحمل الأبناء متاعبها
ـ طريقة الرفض غير المبررأو غير المقنع لطلبات الابن
ـ عدم تحمل الأب لمسؤليته فى التربية والتعامل مع المشكلات اليومية للأسرة وبالتالى يعتزل هذه المطالب ويهملها خصوصا عند كثرة الأبناء
ـ تحميل الإبن فوق طاقته كما يحاول بعض الآباء أن يعودوا أبناءهم على الرجولة والتحمل بتحميل الأبناء أمورا أكبر من مستواهم وطاقة عمرهم
الطريق إلى الحل
ـ تحديد السبب أو الأسباب الى أدت للمشكلة ويمكن هنا السماع من الابن سواء عن طريق الأب او غيره حيث يساعد الحوار معه على تحديد السبب
ـ تغيير طريقة المعاملة معه بحيث تعود العلاقة إلى وضعها الطبيعى والوضع الطبيعى هو شعور الابن بحب والديه له وإن كان يختلف معهما ويضيق ببعض تعنتهما معه على حد تعبيره والطبيعى أيضا أن يكون الأب والابن صديقين لدرجة من الصداقة
ـ من الضرورى أن يتفهم الوالدان طبيعة مرحلة البلوغ وحساسيتها والحكمة فى التعامل معها ويمكن تلخيص هذه المرحلة فى أن الابن يحاول انتزاع الاعتراف من المحيطين به بشخصيته فقد كبر ولم يعد هو الطفل المنقاد الذى كان مطيعا لكل احد
وعلى ذلك فيجب على الوالد أن يحل هذه المعادلة باتباع السنة فى تربية الأولاد وذلك بمصاحبة الابن ومشاركته ومشورته فى بعض أمور الأسرة وتحميله المسؤلية فى بعض الأعمال ومساعدته حتى يقوم بالمهام الموكلة إليه بنجاح وإعطائه مزيدا من الحرية على قدر تحمله للمسؤلية وينقل الابن من رقابة والديه إلى رقابته هو على ذاته بوازع من تدينه وضميره الذى رباه عليه الأب وذلك بالإقناع بالخطأ بدلا من أمره بعدم الإقدام عليه
ـ القرب من الابن والحوار معه باستمرارأساس ضروري فى هذه المرحلة وهذا القرب والحوار هو الذى يقرب المسافة ويعالج شعوره بالفجوة بينه وبين أبيه هذا الشعور الذى إذا طال تحول الى كراهية
ـ الاستماع لآرائه ومحاولة إقناعه دائما بالقرارات التى يتخذها الأب ووضعه فى الصورة ليكون على دراية بظروف الأسرة فلا يطالبها بمطالب فوق طاقتها
ـ الكف عن إهانة الابن وشتمه واتهامه المستمر بالتقصير او ببعض الكلمات الجاهزة مثل متخلف .. فاشل .. جبان .. بارد .. لن تنفع أبدا
ـ إشعار الابن باحترامه وتغير نظرتنا له بعد أن كبر فنوقف مناداته باسم الدلال الذى كنا ندلله به وهو طفل ونحترمه أما زملائه ليكتسب ثقته فى نفسه
ـ إحترام الأم وعدم إهانتها ولا إيذائها أمام أبنائها وعدم إظهار الخلاف أمامهم
ـ مراعاة ضوابط العقوبة ومنها:
ـ التدرج فى العقوبة فلا يبدأ بعقوبة شديدة
ـ البدأ بالعقوبات المعنوية اولا مثل أن يشعر الابن بتغير الاب من ناحيته ثم الهجر وعدم الكلام المعتاد معه
ـ عدم التسرع بعقوبة الضرب لأنها تمثل إهانة بالغة للابن
ـ العقوبة على قدر الخطأ ولايبالغ فيها
ـ العقوبة تقرر فى غير وقت الغضب فالعقوبة إصلاح وليست تنفيسا عن الغضب
ـ الضرب يجب ان لايكون مبرحا فقد قال العلماء الضرب يكون بالسواك ونحوه فهو رمز أكثر منه إيذاء
ـ العقوبة على خطأ مفهوم ومعترف بخطئه فيجب تعريف الابن بخطئه قبل أو بعد العقوبة
ـ إزالة أثر العقوبة بتفهيم الابن آثار ونتائج خطئه ثم بإعادة العلاقة ولو تدريجيا إلى طبيعتها
وإجمالا فإن الابن لابد أن يشعر بالريق الطيب من الأب ولا يشعر بأنه مرفوض مهما فعل ولابد أن يكون هناك حوار بعيداعن أمور الأسرة والأمور المختلف عليها بينهما حتى تقترب بينهما المسافات

ـ الرفق فى رفض الطلب فالرفض والمنع فى ذاته أمر صعب نفسيا ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رد احدا رده بميسور من القول فكان يبشر من يأتيه سائلا الصدقة فيقول : عندما تأتينى الصدقة . أو يقول إذهب إلى فلان واقترض منه وأحل على وغير ذلك مما يجعل الرفض سهلا على النفس
ـ من الضروى أن يتفقد الأب أحوال أبنائه ويقضى معهم يوميا وقتا كافيا يتعرف فيه على أحوالهم ويفرغ نفسه لذلك فيستمع لهم ويجالسهم ويأكلون سويا ولو وجبة واحدة فى اليوم وخلال هذا الجلسة الممتعة يدور الحديث الجميل ويرى الأبناء والدهم وهو يسمعهم ويتحدث إليهم ويؤثرهم بشىء من نصيبه ويداعبهم وهكذا
وقد سمعت أستاذا فى التغذية يدعو إلى الأكل الجماعى على مائدة الأسرة لانه أكثر فائدة فى التغذية
ـ العدل بين الأبناء خصوصا فى المشاعرالظاهرة فعن النعمان بن بشير أنه طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشهد على هبة(هدية )وهبها لابنه النعمان فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أكل بنيك وهبتهم كما وهبت النعمان فقال لا قال صلى الله عليه وسلم : أشهد على هذا غيرى ) أى رفض الشهادة على هذا الظلم
هذا والله أعلم



 
Flag Counter

متابعينا الكرام...مرحباً بكم

عدد مرات مشاهدة الصفحة ..